السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اليوم سنستعرض لكم قصه حياه واحد من أعظم من رتلو وجودو "القرآن الكريم" "الشيخ محمد صديق المنشاوى"، الصوت الذى يدخل القلب بدون حواجز ويمكنك متابعة الحوار النادر للشيخ الذى سجلة لإذاعة صوت الشعب من هنا
بدايةً ومنذ ما يقارب القرنين فإن عائلة "المنشاوى" التى تلقب بــ"فرسان القرآن" حيث كانت تحوي فى ابنائها أصواتاً ملائكيه قبل مجئ وولادة الشيخ "محمد صديق المنشاوى" فيعود أصول العائله الى الشيخ "تايب المنشاوى" وهو غني عن التعريف حيث ذاع صيته فى صعير مصر ,وكان من أشهر قراء القرآن فى مصر ,فقد أنعم الله عليه بصوت ملائكي عذبٌ وإمتازت قراءته بالخشوع وتوارث هذا الكنز الإلهى أولاده وأحفاده الذين حملوا رسالة حفظ القرأن وتجويده وترتيله إلى ان وصل للشيخ محور حديثنا "محمد صديق المنشاوى ".
ففى البدايه قرر وعاهد الشيخ "تايب المنشاوى" نفسه على توريث رسالته فعمل على تحفيظ ولده "سيد تايب المنشاوى " لكتاب الله "القرآن وما أن لبث حتى أتم الحفظ وأحكام قراءته وترتيله وتجويده فذاع هو الاخر صيته فى صعيد مصر مثلما ذاع صيت والده الشيخ "تايب المنشاوى" . ثم أتى الدور على ولده الشيخ " صديق سيد المنشاوى " الذى سعى على درب والده وجده فحفظ وتعلم القرآن وأحكامه مثلما تعلم والده وأتم حفظ القرآن وهو فى سن "التسع سنوات " .
الرحله من الصعيد إلى القاهره......
إنتقل الشيخ صديق سيد المنشاوى من صعيد مصر الى "القاهره" حيث تلقّى علم القراءات على يد الشيخ الشيخ"المسعودي" وكان من أشهر معلمي قراءات القرآن آن ذاك وقد حقق الشيخ "صديق المنشاوى"ما كان يرجوه فقد تعلم القراءات على أكمل وجه وذاع صيته فى الانحاء .
أراد الشيخ صديق سيد المنشاوى" أن يكمل رسالته وذلك بتحفيظ أبنائه القرأن الكريم وقد كان له من الاولاد أربعه وهم "محمد ومحمود وأحمد وحامد " وقد وفقه الله حتى أصبحا الشيخان "محمد ومحمود" صديق المنشاوي من مشاهير قراء القرآن في العالم الإسلامى ,أما الشيخ "أحمد" فقد وافته المنيه بعد أن أتم حفظ القرآن كاملاً ولم يتبقى سوى الشيخ "حامد صديق المنشاوى" الذى مازال يعمل معلماً بالأزهر الشريف..
نبذه عن طفولة الشيخ "محمد صديق المنشاوى "
أصر والده الشيخ صديق سيد المنشاوى" أن يعلم ابنه "محمد صديق المنشاوى" القرآن الكريم وبعد مده أرسله الى قراء القريه وقد كان الشيخ الجليل يتسم بعذوبة صوته وسرعة الحفظ وحسن الاداء حتى أتم حفظ القرآن فى سن "الثامنه من عمره" . ثم أصطحبه والده الشيخ "صديق" وعمه الشيخ "أحمد" الى القاهره ليتعلم علم القراءات وعلوم القرآن وعند بلوغه الثانيه عشرة من عمره درس علم القراءات على يد الشيخ (محمد مسعود) .
ومن هنا بدأ الشيخ "محمد صديق المنشاوى" طريقه الى الشهره فبعد أن إنبهر به الشيخ (محمد مسعود) قرر أن يصطحبه معه فى الليالى والسهرات الدينيه حتى بلغ الشيخ سن الخامسة عشر فقرر ان يستقل وينفصل عن الشيخ (محمد مسعود). وكان قد درس أحكام القرآن الكريم على يد الشيخ (محمد أبي العلا ) والشيخ (سعودي محمد) ذاع صيته بمحافظات الوجه القبلي بصفة عامه ومحافظة سوهاج "المنشأ"
ميلاد الشيخ ونشأته
ولد ريحانة القلوب الشيخ "محمد صديق المنشاوي"، فى محافظة "سوهاج"، فى شهر "يناير" عام "1920"م، فى مدينة "المنشاة"، وهوا إسم فرعوني قديم، ولد الشيخ وعاش طفولته بهذه المدينة، وقد أهتم والده الشيخ "صديق" رحمة الله عليه أن يعلمه بنفسه فى بداية الأمر، وبعد ذلك أرسله، إلي قراء القرية، وكان يبلغ من العمر فى ذلك الوقت "أربع" سنوات، وقد رأي شيخه "أبو مسلم"، خيراً كثير، سريع الحفظ، وحلاوة صوته، فكان دائماً ما يشجعه ويثني عليه، ويهتم به أيضاً، فحفظ الشيخ القرآن حفظاً جيداً وكان يبلغ من العمر "8" سنوات على يد الشيخ "محمد النمكي"، ثم إصطحبه عمه الشيخ "أحمد السيد" إلي القاهرة، ليتعلم علم القراءات وعلوم القرآن، وعند بلوغه سن "الثانية عشر" من عمره،، درس علم القراءات، على يد الشيخ "محمد مسعود"، الذي إنبهر بصوته، ونبوغه المبكر، فأخذ يقدمه للناس فى السهرات والليالي المختلفه، وظل الشيخ على هذا الحال حتي بلغ من العمر "خمسة عشر" عام، فأستقل عن شيخه، وكان قد درس أحكام القرآن الكريم على يد الشيخ "محمد أبي العلا"، والشيخ "سعودي محمد"، وكان يمتاز بعذوبة الصوت، وخشوع جعله يقفز الي مصاف كبار القراء، هذا وقد ذاع صيته فى الوجه القبلي ومحافظات الصعيد بشكل عام وفى محافظة "سوهاج" بشكل خاص
زواج الشيخ "محمد صديق المنشاوي".
لقد كان للشيخ الجليل زيجتان فالاولى من ابنة عمه وكانت عام 1938 وقد أنجب منها أربعة أولاد وبنتين .اما الزيجه الثانيه فقد كانت عند سن ألاربعين وكانت زوجته الثانيه أنجب منها تسعة أبناء (أربع بنات وخمس أولاد) وتوفت زوجته الثانيه قبل وفات الشيخ "محمد صديق المنشاوى" بسنه أثناء تأديتها لفريضة الحج . وقد عاشتا الزوجتان فى بيت واحد تجمع بينهما المحبه والموده.
نشأة أبناء الشيخ"محمد صديق المنشاوى"
سعى الشيخ المنشاوى على درب ابيه وجده فقد عمل على تحفيظ ابنائه القرآن الكريم وتعليمهم أصول القرأه ولكن لم يرث من أولاده عذوبة الصوت الا ولدين فقط وهما "صلاح وعمر"محمد صديق المنشاوى وقد أشاد لهم الكثير من المتخصصين فى علوم القرآن . وقد كان مهتماً ان يصطحب ابنائه معه الى المساجد والى مبنى الإذاعه وعمل على غرث حب القرآن فى قلوبهم . كما إنه كان يشاركهم الحوار فى كافة نواحى الحياه ويقدم لهم النصيحه وكان يحثهم على القراءه والعمل على حبهم لها فقد كان يقرأ لهم كل مساء قصص دينيه تتناسب مع أعمارهم . وكان يشاركهم الرياضه كالسباحه والرمايه فقد كان نعم الاب والمعلم الذى يقتدوا به طوال حياتهم ويذكرونهم لابنائهم وأحفادهم ويسيروا على دربه .
أما عن اسماء ابنائه الذكورفهم :محمد سعودي" ويعمل في التجارة، "محمد الشافعي" ويعمل مهندساً معمارياً والدكتور "عمر"ويعمل مدرساً فى كلية العلوم بالأزهر الشريف "وصلاح"ويعمل محاسب فى إحدى الشركات و"طارق"ويعمل مهندساً
والإناث هن فردوس وفتحية وفريال وفاطمة وفايزة وفادية) وجميعهن لا يعملن.
إلتاحق الشيخ "المنشاوي" بالإذاعة
فقدت طلبت الإذاعة من الشيخ رحمة الله عليه التقدم لطلب الإلتحاق بها لإجراء له الأختبارات اللأزمة للإنضمام إليها، لكن كان رد الشيخ رحمة الله عليه برفض الطلب، بحجة إنه لا يحب أن يغادر بلدته وأهله فى شهر رمضان، فما كان من الإذاعة إلا إستئذنت الشيخ فى تسجيل بعض التلاوات التي كان يحيها فى الصعيد، فوافق الشيخ ورحب بكل سعة.
فى إحدى اليالى الرمضانيه فوجئ الشيخ "محمد صديق المنشاوى"بإرسال الإذاعه مندوبا لتسجيل قراءته وقد كانت مجموعه من الإذاعة قد ذهبت لتسجل قراءة أبيه الشيخ صديق المنشاوي وقد كانت تلك هى المره الاولى التى تتحرك فيها الاذاعه بمعداتها ومسجلى الاصوات الى مكان اخر سوى الاذاعه وذلك لتسجيل قراءة الشيخ محمد صديق المنشاوى مما أثارت ردود الأفعال فكتبت الصحف عن هذه الواقعه ولكن وللمره الثانيه وتدخل احد أقرباء الشيخ وتفاهم معه ليلاقى القبول من الشيخ بعد محادثات طويله اوضح فيها قريبه أنه لا التسجيلات سوف يعد بها كأختبار له، فقد إنتقلت الإاعه بكامل معداتها وفريقها إليه ولا يجب ان يلقى هذا التقدير بالرفض والادعان فوافق الشيخ "محمد صديق المنشاوى" وظل قارئاً فى الاذاعه إلى أن توفاه الله أما عن والده فقال: ( يكفى للإذاعه المصريه من عائلة المنشاوى ولدى" محمد "). المكتبة الإذاعية الخاصة بالشيخ
مكتبة الشيخ الإذاعية مليئة بالتلاوات، فقد سجل الشيخ رحمة الله علية لإذاعات عديدة منها إذاعة "BBC، الإذاعة السورية، الإذاعة الإردنية، الإذاعة السعودية، الإذاعة الليبية، وإذاعات عديدة أختفت حالياً، لكن يظل التأكيد أن الشيخ له الكثير والكثير من التسجيلات، بقراءات عدة مختلفة، ونحن سوف نتكلم علي ماهوا موجود بين أيدينا حالياً، حتي لا يتشتت محبي الشيخ الذين يقرائون كلماتنا هذه.
لقد ترك الشيخ "محمد صديق المنشاوي" أكثر من "مائه وخمسون تسجيلاً" بأذاعة "مصر"، والأذاعات الأخرى الى جانب "المصحف المرتل" كاملا برواية "حفص عن عاصم"، وكان الشيخ "محمد صديق المنشاوي" هو من أقترح على الأذاعه فكرة تسجيل المصحف مرتلاً، فكان هو صاحب الفكره ولكنه سافر الي الصعيد لتقضية واجب عزا، منعه من بداية تسجيل "المصحف المرتل"، فلم يسجله، فكان أول من سجل المصحف مرتلا هو الشيخ "محمود خليل الحصري" ثم بعد ذلك تم تسجيله بصوت الشيخ "مصطفي إسماعيل"، ثم سجله الشيخ "محمد" بعد عودته، وكان من العلماء الكبار والمشايخ العظام الذين أشرفو على تسجيل الشيخ "المنشاوي" رحمه الله هو الشيخ "عامر السيدعثمان".
فكان فضيلته نعم من قرأ القرأن مرتلاً، انه أخلص لله وفقه وفهم مايقرأ أنه "المنشاوي"، الذي ظل يبكي اثناء التسجيل ولم يستطع ان يتمالك نفسه ويعيد التسجيل مراراً وتكراراً، حتى أتم تسجيل "المصحف المرتل"، الموجود بين أيدينا وقد توفي رحمه الله بعد ختامه بقليل.
ولا شك أن كثير من الناس ينتظرون ختمته المرتله بشوق كبير خاصة أن نسخة الأذاعه لاتضاهيها نسخة أخرى، أما عن المصف المجود لقد سجل الشيخ محمد صديق القرآن بصوته مجوداً للإذاعة ينقصه "خمس ساعات" تقريباًُ، ولكن للأسف الشديد فإن المسؤلين في الإذاعة لا يهتمون بل أن الشرائط المسجل عليها القرآن بصوت الشيخ محمد صديق تم تسجيل برامج أخرى عليها مثل ما "يطلبه المستمعون" أو خطاب الرئيس "عبد الناصر" ولاحول ولاقوة الا بالله. أما حفلات الشيخ فقد أعتادت أذاعة "القرأن الكريم" أن تبدأ بالشيخ "المنشاوي" في أول أيام شهر "رمضان" في قرأن المغرب فيالها من لحظات إيمانيه جليله تجعل القلب يحلق في السماء عندما يقرأ المنشاوي في رمضان قبل الأفطار.
شهرته التي بلغت الآفاق
لم تتوقف شهرة الشيخ "محمد صديق المنشاوي" عند أهل "مصر" فقط بل إنتقلت الى العالم "العربي" و"الأسلامي"، وقد تلقى الشيخ "محمد صديق المنشاوي"، الدعوات من أنحاء "العالم" فقد سافرالشيخ "المنشاوي" الى"السعوديه، وسوريا، والكويت، وليبيا، والعراق، وفلسطين، والأردن، والجزائر، و وبا كستان، وأندونسيا"، وله فيها التسجيلات "النادره"، و"المتميزة"، و"المختلفة" الأداء والأبداع، فكان دائما يأتي في كل حفله بشئ جديد وأضافه مميزة، ومن حفلاته المميزه "يوسف، والزخرف والدخان، وق والرحمن، وغافر، والحشروقصار السور، وخاصة الفجر والطارق والعلق والقارعه والفاتحه وأول البقره" فكان "فخراً" للعالم الأسلامي والعربي كله حتى أنه كان "مقرئ الجمهورية العربية المتحدة" أيام الوحدة التي جمعت "مصر وسوريا" فى خمسينيات القرن الماضي.
وقد تلقفته الأذاعة "السعوديه، وسوريا، وغيرها وعشقوا صوته ونبراته القويه الخاشعه وسجلو له العديد من القراءات والتي تذاع في الأذاعات حتى الأن.
وقد سافر المنشاوي "للعراق" عام "1967"م، بدعوه من الأستاذ "خلوق"، وسجلو له من "النواد"ر الطيبة والفديوهات التي نسأل الله أن نحصل عليها، وعندما نزل الى "العراق"، نزل وقرأ بمسجد "أبو حنيفه"، وهو من أكبر المساجد في "العراق".
ويحكي لنا فضيلة الشيخ "صفي الدين الاعظمي" كنت فى "الثامنة عشر"، من عمرى وكنت اقرا فى احد المحافل القرأنية فى "العراق"، التى كانت منظمة بواسطة رئيس ديوان "العراق"، ويقول واثناء التلاوة دخل رئيس ديوان "العراق"، وكان معه احد الشيوخ وهمس لى بان اختم التلاوة فاستفسرت فقال لى أن الشيخ "المنشاوى" قد حضر فنظرت الى الشيخ فوجدته "شاباً"، وكنت لم أر "المنشاوى" قط، فقلت فى نفسى أن هذا ليس "المنشاوى" فقد كنت أعتقد أن "المنشاوى"، فوق "الستين"، بسبب صوته "الرخيم"، المهم تنحيت جانبا الى جانب الشيخ وصعد الشيخ واستعاذ فقلت بصوت مسموع يسمعه الشيخ أن هذا ليس "المنشاوى" فنظر الى الشيخ ولم يقل شيئا، ثم بسمل فقلت مستحيل أن يكون "المنشاوى"، ثم قرأ يسئلونك عن "الانفال"، فقلت والله انه "المنشاوى"، فنظر اليَّ مبتسما وقال نعم انا "المنشاوى".
وعندما أستمع المسلمون في "أندونسيا" لصوته أجهشهم البكاء كان في تلك الرحلة مرافقاً للشيخ "عبد الباسط محمد عبد الصمد"، بدعوة من الرئيس الإندونيسي "أحمد سوكارنو"، وكان ذلك في عام "1955م" فأرسل إلي أهله خطاباً قال فيه: لم أر استقبالاً لأهل "القرآن"، أعظم من استقبال الشعب الإندونيسي الذي يعشق "القرآن"، بل ويستمع إليه في إنصات شديد ويظل هذا الشعب واقفاً يبكي طوال قراءة لقرآن مما أبكاني من هذا الإجلال الحقيقي من الشعب الإندونيسي المسلم وتبجيله لكتاب الله .
وقد منحه الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو "وسام الاستحقاق" من الطبقة "الأولى" وحصل على "وسام الاستحقاق" من الطبقة الثانية من "سوريا" في عام "1965"م .
وكان الأجر الذي كان يتقاضاه الشيخ بعد أن اصبح مشهورا لايوصف فكان رحمه الله لا يطلب أجراً من أي إنسان وذلك كما عوده والده الشيخ "صديق السيد"، فإذا ما دعي لأي سهرة يأخذ ما يعطى له دون أن ينظر في هذا "المبلغ" وقد أثار هذا الأمر انتقاد بعض المقرئين، الذين طلبوا منه أن يرفع أجره، حتى لا تضيع قيمته كمقريء له وزنه فأدرك ذلك الأمر مؤخراً، حيث وجد أن الناس يقولون أنه يقبل أي شيء لأنه دون مستوى أقرانه من المقرئين، فما كان منه إلا أن رفع أجره ولكن مع الذين لا يعرفهم ويخشى أن يشهروا به بهتاناً وزوراً.
ضريبة النجاح
لابد للنجاح من ضريبه تدفع، ولا بد من أن تنصب حبال "الحقد والغل" في قلوب أعداء النجاح، من الحاسدين والحاقدين، ومن ثم تحاك المأمرات للنيل من اصحاب المواهب "السامية" وأصحاب الأعمال "الناجحة"، وهذا ما حدث لشيخنا الحبيب فلم يكن نجاحه سهلاً على "الحاقدين"، الذين نزع الله "الرحمة" من قلوبهم، فخطط لهم شيطانهم وسولت لهم أنفسهم، ولكن الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
الموقف الأول
واقعة دس "السم" للشيخ "محمد صديق المنشاوي" فى الطعام.
نبوغ الشيخ "محمد صديق المنشاوي" المبكر في "التلاوة" سبب له الكثيرمن المتاعب منها ما وصلت أن يدس أحد الحاقدين "السم" له في "الطعام"، وهذه "القصة" رواها الشيخ "محمد صديق المنشاوي" بنفسه "لوالده"، في حضور أولاده "قائلا"، "أنه كان مدعواً في إحدى السهرات عام1963م، وبعد الإنتهاء من السهرة دعاه صاحبها لتناول "الطعام" مع أهل بيته على سبيل البركة، ولكنه رفض فأرسل صاحب إليه بعضاً من أهله "يلحون" عليه "فوافق" وقبل أن يبدأ في تناول ما قدم إليه من "طعام"، أقترب منه "الطباخ" وهو يرتجف من شدة "الخوف"، وهمس في إذنه قائلاً: يا شيخ "محمد"، سأطلعك على أمر خطير وأرجوا ألا تفضح أمري فينقطع "عيشي" في هذا البيت، فسأله عما به فقال: أوصاني أحد الأشخاص بأن أضع لك "السم" في "طعامك فوضعته في طبق سيقدم إليك بعد قليل فلا تقترب من هذا الطبق أو تأكل منه، وقد إستيقظ "ضميري"، وجئت لأحذرك لأني لا أستطيع عدم تقديمه إليك. فأصحاب السهرة أوصوني بتقديمه إليك خصيصاً تكريماً لك، وهم لا يعلمون ما فيه ولكن فلان... ولم يذكر الشيخ اسمه ... أعطاني مبلغاً من "المال" لأضع لك السم في هذا الطبق دون علم أصحاب السهرة، ففعلت فأرجوا ألا تبوح بذلك فينفضح أمري... ولما تم وضع الطبق "المنقوع" في السم عرفه الشيخ كما وصفه له الطباخ، وادعى الشيخ بعض الإعياء أمام أصحاب الدعوة ولكنهم "أقسموا" عليه فأخذ كسرة من "الخبز" كانت أمامه قائلاً: هذا يبر يمينكم ثم تركهم وانصرف ولم يفصح الشيخ عن أسمه بل ما أدهشه أنه مقرئ ولاحول ولاقوة الا بالله.
الموقف الثاني
تعطيل الميكات الخاصة بالقراءة فى محفل للشيخ محمد صديق المنشاوي.
كانت "إشاعة"، و"نكاية"، و"حقداً"، من أحد المقرئين أن صوت ا"لشيخ محمد صديق المنشاوي"، "ضعيف" ولا يستطيع تبليغه لمستمعيه إلا من خلال "ميكرفون"، حيث دعي الشيخ محمد لأحياء سهرة بمحافظة "المنيا"، ودعي معه "مقريء آخر" وكان "الحضور" كثيرين جداً قد يزيد عددهم عن "العشرة الآلاف" جاءوا جميعاً ليستمعوا "للقرآن" بصوت الشيخ "محمد صديق المنشاوي"، فلما أحس ذلك المقريء بشغف الناس ومطالبتهم صاحب الدعوة بتعجل الشيخ "محمد صديق المنشاوي" بالتلاوة فما كان منه إلا أن أوصى عامل "الميكرفون" بافتعال عطل فني في الميك" الخاص بالقراءه، وأطلق بين الناس "شائعة" أن صوت الشيخ "محمد" ضعيف جداً ولولا "الميكرفون" ما كان له هذا الصيت وعندما بدأ الشيخ "محمد صديق" يستعد "للقراءة" فوجيء بعامل الميكرفون يخبره بوجود عطل فني بالميكرفون يتعذر إصلاحه في حينه، فاستشعر الشيخ "محمد صديق" بأن هناك "مؤامرة"، لإحراجه وسط هذا الجمع الغفير، فما كان منه إلا أن استعاذ من الشيطان الرجيم وأخذ يقرأ بين الناس ماشياً على قدميه تاركاً دكة القراءة والناس تتجاوب معه، حتى أبهر الناس بقوة صوته "فانخسأ" هذا المقريء الحاقد تاركاً الحفل للشيخ "محمد صديق المنشاوي، الذي أحياه على تلك الحالة حتى ساعة متأخرة.
وقد أكد الشيخ محمد حدوث تلك الواقعه رافضا الكشف عن أسم ذلك المقرء قائلا أن الله حليم ستار (الا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون).
النغم الموسيقي للمنشاوي
لم يلتحق الشيخ محمد صديق المنشاوي بأي معهد لتعلم الموسيقى ولم يدرسها على يد أحد الموسيقيين بل هي موهبة أنعم الله عليه بها وقد حدث أن أحد الموسيقيين الكبار في فترة الستينات يقال انه عبد الوهاب عرض عليه أن يلحن له القرآن قائلاً له: يا شيخ أنت الصوت الوحيد الذي يقبل الموسيقى في القرآن فقال له الشيخ محمد: يا سيدي لقد أخذت الموسيقى من القرآن فكيف تلحن أنت القرآن بالموسيقى فخجل الرجل من نفسه.
كان الشيخ محمد يستمع إلى الموسيقى وكان يحب الاستماع إلى صوت السيدة أم[/font] كلثوم ويقول أن في صوتها قوة رقيقة ونغم موسيقي . كذلك كان يعشق صوت الشيخ طه الفشني وبخاصة أدائه الرفيع في الابتهالات والتواشيح الدينية وكان كثيراً ما يتصل به ويلتقيان ليقف معه على مواطن الجمال الموسيقي في صوته .
فلا شك أن الشيخ المنشاوي تميز في أداء جميع المقامات ببراعه وأتقان فكان مايميزه بعد اخلاصه في قراءته هو تنوع مقاماته الموسيقيه ونغماته فكان يقرأ بالمقام الذي يناسب الأيه وموضوعها حتى تصل الى قلب المستمع وتؤثر فيه مباشره كما أنه كان ينوع في نغماته وذلك حتى لايشعر المستمع بالملل بل كان متجددا دائما في أسلوبه وطريقته . وهذه شهادةمن احد المتحصصين في النغمات الموسيقيه وهو الأستاذ طه عبد الوهاب خبير فن النغم والمقامات الموسيقية يتحدث ويقول : (اتكلم عن صوت جلست كثيرا بينى وبين نفسى اتساءل ماذا اقول عن عملاق مثل هذا الشيخ محمد المنشاوى رحمه الله فهو صاحب مدرسة السهل الممتنع والمقصود بالسهل الممتنع هو انك حين تسمعه وتقول معه مايقول تحس انه سهل جدا وحين يتوقف وتحاول انت ان تقول مثله تجد الموضوع فى غاية الصعوبه .صوته ذو لمعه هادئه ويسمى الصوت النحاسى ويندرج تحت فئة البريتون. قرارة ممتع وجوابه امتع واحساسه بالمعنى يفوق الحدود.اوجز تعريف لصوته فى 3 حروف ن ت ق ومعناها صوت نقى تقى قوى فيه ذكاء فى ادائه غريب نلاحظ انه دائما يقول اول كلمه او اول حرفين من الايه بدرجة قرار وهو اساسا سيقرا بالجواب فيعطى للمستمع احساس بمسافه صوتيه كبيرة جداوالغريب أننا نلاحظ ان القراء العمالقة نجحوا وتألقوا فى المرتل ولكن تفوقوا اكثر فى المجود مثلا الشيخ مصطفى اسماعيل نجاحه فى المجود فاق المرتل وكذلك الشيخ عبد الباسط وهناك العكس مثلا الشيخ الحصرى تفوق فى المرتل عن المجودوالوحيد الذى تفوق فى النوعين من التلاوة الشيخ محمد المنشاوى.
والغريب اعرف ان هذا الرجل العملاق لم يعش طويلا متى قرأ كل هذا ومتى سجل هذا؟انها ارادة الله ان لانحرم من هذة الموهبه. والشيخ محمد تعرض لمعظم المقامات المستخدمه واجادها باتقان
صوت يحسسك بجلال القران وبه خشوع غريب وصوت له احترامه ولا تمل من السماع اليه احيانا تحب سماع صوت قارئ فى القرار وتحب غيره فى الجواب هنا انت امام صوت مكتمل الجمال فى كل اتجاه وفى النهايه سأقول لكم سر تتعجبون منه
هل تتخيلون انى بما وهبنى الله من نعمة السمع لدرجة اننى احس اننى انتقل بداخل الصوت الذى اسمعه بل لو وقفت مثلا امام اوركستر موسيقيا ممكن اقوم بتحديد العازف الذى اوتارة غير مظبوطه مع كل هذة النعمه انتابنى الشك ان مع صوت الشيخ المنشاوى صوت كمان يعزف مرافقا لصوته طبعا شكى غير صحيح بل ماكان مرافق لصوته اجمل من صوت الكمان وهى مايقال عنها (القبول) والصوت الذى يوجه الله له القبول هذا الذى مجرد سماعه تحس براحة غريبه له وتحس انه خارج من قلب عامر بالايمان وماخرج من القلب لابد ان يصل الى القلب .واخيرا احتاج من الوقت مايقرب من عشرة اعوام لأكتب فى وصف رجل عملاق مثل الشيخ محمد المنشاوى رحمه الله)أ.ه(كلام أ.طه عبدالوهاب)
اسلام امرأه أمريكيه عند سماعها المنشاوي
حكى لي أحد الأخوه الأفاضل وكان يعيش في أمريكا وهو من عشاق المنشاوي قال لي : كان عنده محل وكان يشغل السي دي للمنشاوي مرتلا كل يوم فلاحظ أن هناك سيده تقف امام المحل لتستمع الى هذا الصوت حتى كان يوم دخلت المحل وسألته ماهذه الموسيقى الجميله فأخبرها انه القرأن الكتاب المقدس عندنا نحن المسلمين وهذا هو المنشاوي قارئ عظيم فطلبت منه أن ينسخ لها أسطوانه وترجم لها القرأن وكان بفضل الله وتوفيقه أن أسلمت هذه السيده لله ودخلت في دين الله عز وجل بعد سماعها المنشاوي الذي لا تملك القلوب عند سماعه الا ان تصغي له وتستسلم وهي راضيه.
تهافت الرؤساء وثناء العلماء
عرف عن الشيخ محمد حبه لمجالسه العلماء لا الأمراء فلم يسع الى رضا ملك او رئيس ولا التقرب لأحدهم فهو رجل القرأن بل هم من يسعون اليه ويتمثل ذلك في الدعاوى المبعوثه للشيخ الجليل من الرئيس الأندونيسي سو كارنو والمللك السنوسي ملك ليبيا ويحكي لنا الأستاذ محمودالسعدنى قال انه الشيخ محمد صديق المنشاوى ... شيخ ولد من رحم الخشوع وتربى بين احضان التضرع والسكينة فأصبح رئيسا لجمهورية الاحساس بلا منافس اومنازع فهو الذى يدق ابواب القلب في خضوع وتواضع ليدخل بسرعة البرق وينشر احساسه الرائع وخشوعه الرهيب واذكر لكم واقعة بسيطة عندما ذهب الشيخ المنشاوى الى ليبيا ليقرأ أمام الملك السنوسي ملك ليبيا في الستينات وكان هذا الملك يملك ساعة يد قد صنعت من أجله خصيصا ولا يوجد منها في العالم الا واحدة فقط وكانت هذه الساعة هى أغلى شىء يقتنيه هذا الملك وبدأ الشيخ المنشاوى في التلاوة فأبكى الجميع حتى الملك نفسه بكى بكاء شديد وطلب من الشيخ المنشاوى أن يتوقف عن التلاوة ثم قام وخلع ساعته أمام الجميع وأعطاها للشيخ المنشاوى فقال له الشيخ عفيف النفس لا فأنا أعلم أن هذه الساعة هى أغلى شىء تقتنيه وتحبه فقال له الملك كيف لا أعطيها لك وأنت الذى دخلت قلبي دون أن تستأذن ثم أعطاها له
وكان قد أرسل الرئيس عبد الناصر أحد وزرائه لسيدنا المنشاوي بدعوه للقراءه في محفل يحضره الرئيس عبد الناصر فوجه إليه الدعوة قائلاً له: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفلاً بحضرة الرئيس عبدالناصر، فما كان من الشيخ إلا أن أجابه قائلاً ولماذا لا يكون الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صدّيق المنشاوي. ورفض أن يلبي الدعوة قائلاً: لقد أخطأ عبدالناصر حين أرسل إليَّ أسوأ رسله .
الثناء الطيب
-ثناء فضيلة العالم الرباني الشيخ محي الدين الطعمي حفظه الله؛ فقد جاء في كتابه الطبقات الكبرى) ج3/472 ما نصه: رأى له سيدي محمد أبوبطانية – رحمه الله رؤى صالحة تدل على ولايته وصلاحه. وكان إذا قرأ القرآن أحس المستمع أن صوته كصوت الحور العين، يؤثّر تأثيراً ربانيّاً في ذات الجالسين، وينقلهم إلى عالمٍ لاشيء مثيله في الماديات .
فضيله العلامه عبد العزيز بن باز قال ((هو الصوت الذي لايمل منه))
الشيخ الألباني كان الشيخ الألباني يبكي عند الأستماع الى الشيخ المنشاوي ويحكي لنا الأستاذ محمد ابن احمد (ابو ليلى الأثري) وكان من تلامذة الأمام يقول انه دخل عليه غرفته ذات مره فأستأذن عيه فوجده يستمع الى تلاوة الشيخ المنشاوي ويبكي
الشيخ ابو أسحاق الحويني يقول :انا أرى في أعتقادي الشخصي انه لم يقرأ القرأن أحد مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي في عذوبة الأداء وانضباط القواعد
لشيخ عمر عبد الكافي :الشيخ المنشاوي انا أقدمه طول عمري على كل المقرئين فالشيخ المنشاوي يقرأ القرأن من داخل قلبه اذا كان أبو موسى الأشعري أوتي مزمارا من مزامير ال داود فهكذا أرى فضيله الشيخ المنشاوي وكان حنون في قرائته يقرأ وكأنما يفسر وقد كنت صغيرا وأفهم القرأن من خلال قرائته
الشيخ محمدالراوي يقول فضيلته ردا على سؤال للكاتب صبحي مجاهد حين سأله عن
متى تستشعر أنك أكثر قربا من الله؟ وما هي أول لحظة شعرت فيها بهذا القرب؟
مع قراءة القرآن أستشعر أنني قريب من الله؛ لأنني أحب القرآن منذ الصغر وأول لحظة شعرت فيها بهذا القرب من لحظة سماعي لقوله تعالى: "الله لطيف بعباده" فعند سماعي لهذه الآية ظللت أبحث عنها في المصحف أكثر من ساعة حتى أستشعر معناها في قلبي .
ولا أنكر فضل قراء القرآن أصحاب الأصوات الندية في تقوية العلاقة مع آيات الله والقرب من الله عز وجل، ومن بين القراء الذين أثروا في حياتي هو لشيخ محمد صديق المنشاوي، فعندما كنت أذهب إلى المسجد كنت أحتار فيما سأقوله في الخطبة، ولكن عند سماع القرآن من الشيخ المنشاوي كنت أشحن بالمعاني التي أريد قولها في الخطبة، والسبب هو أن الشيخ المنشاوي كانت قراءته تثير بكاء النفس، وتستشعر فيها أنك مسحوب وهائم في معاني القرآن
الشيخ السويسي :ا لشيخ محمد صديق المنشاوي يعد صاحب أول مصحف مرتل في دولة التلاوة ويقرأ القرآن من قلبه قبل لسانه
الشيخ أحمد العجمي يقول :الشيخ المنشاوي من أفضل القراء تجويداوحفظا ويقول انه قرأ فتره من الفترات بطريقة الشيخ المنشاوي في المسجد الكبير خلال صلاة المغرب
الشيخ مشاري راشد: الشيخ المنشاوي من القراء المفضلين لدي و كنت أتمنى ان يكون خشوعي في التلاوة كخشوع الشيخ المنشاوي
أخلاق رجل القرأن تواضعه رحمه الله
تتضح لنا معالم هذا التواضع في عدة امور فكان الشيخ رحمه الله اشترى السيارة عام 1955م ولم يكن له بها هوى ولكنها فقط كانت تعينه في تنقلاته خارج القاهرة أما فيما عدا ذلك فكان قليلاً ما يركبها . و رغم ذيوع صيته واتساع شهرته إلا أنه عندما كان يجلس أمام بيته لا يعرفه الناس فلقد كان رحمه الله شديد التواضع وكان كثيراً ما يتحرر من عمامته ويرتدي جلباباً أبيض وطاقية بيضاء ويجلس أمام باب بيته فكان بعض الناس يعتقدون أنه بواب العمارة وخاصة وأن بشرته قمحية ولكن ذلك لم يكن يضايقه وذات مرة اقترب منه أحد الأخوة المسيحيين وكان جاراً للشيخ في المسكن فلما اقترب من الشيخ محمد صديق لم يعرفه وقال له: لو سمحت يا عم ما تعرفش الشيخ محمد صديق المنشاوي موجود في شقته ولا لأ فنظر إليه الشيخ محمد قائلاً له: حاضر يا بني انتظر لما أشوفو لك وبالفعل تركه الشيخ محمد صديق وصعد إلى شقته وارتدى العمة والجلباب والنظارة ثم نزل إليه وسلم عليه هذا الذي سأل عنه منذ لحظات ولم يقل له الشيخ عندما سأله أنه هو من يسأل عنه حتى لا يسبب له حرجاً لعدم معرفته به وهو صاحب الصيت والشهرة في العالم العربي وقضى لذلك الرجل مسألته .
ويحكي لنا الشيخ فتحي المليجي رحمه الله أنه كان في رحله بمرافقة الشيخ المنشاوي والشيخ مصطفى أسماعيل ويقول كنت عينت نفسي على خدمة أرفع القراء ولكن بتواضع وأحساس وفطانة الشيخ المنشاوي كان يحس بما نحتاج ويقوم لأحضاره لنا فكان شديد الفطانه والذكاء والتواضع
وفاءه لأهل بلدته
الشيخ المنشاوي كان رجلا يحمل أخلاق القرأن فلم تنسه شهرته وأنشغالاته عن بلده التي يحبها من كل قلبه ويحب أهلها البسطاء فكانت علاقته بأهل بلدته لا تنقطع وهذه عادات أهل الصعيد فكان عطوفاً بهم محباً لفقرائهم ذات مره طلب من أولاده وأخبرهم أنه يريد عمل وليمة كبيرة لحضور بعض الوزراء وكبار المسؤلين على العشاء فتم عمل اللزوم ولكننا فوجئنا بأن ضيوفه كانوا جميعاً من الفقراء والمساكين من أهل البلدة وممن يعرفهم من فقراء الحي الذي كنا نعيش فيه .
حبه الشديد الى قراءة القرأن بصفه دائمه ومستمره
كان الشيخ محمد لايترك قراءة القرأن أبدا في كل أوقاته ويتضح لنا هذا من أخبار سائقه الخاص الذي يحكي ويقول كنت اسافر مع الشيخ محمد في شتى أنحاء الجمهوريه وأثناء السفر كان لايترك قراءة القرأن وكان يظل يقرأ في المحفل أو العزاء طوال اليوم ومن الطبيعي أن يكون الشيخ مجهد ومتعب من القراءه طيلة هذا الوقت الطويل الا انه أثنا ء ركوبه السياره في العوده كان لايترك قراءه القرأن أيضا وبصوت عالي فكان الشيخ محمد قليل الكلام لايتكلم الا بالقرأن وكان الشيخ المنشاوي أثناء زيارته للعراق في حديث تم تسجيله مع فضيلته عندما طلبو منه الحديث عن نفسه فقال المستضيف للشيخ نحب أن نستمع الى كلمه من الشيخ رد عليهم الشيخ المنشاوي بطريقه طريفه ادخلت السرور على الحاضرين :تحب تسمع كلمه ولا تسمع أيه . وكان حديث الشيخ معهم قراءة ايات من القرأن فقرأ ((الذي خلقني فهو يهدين* والذي هويطعمني ويسقين*وأذا مرضت فهو يشفين ......الى أخر الأيات الكريمه)) الشعراء اية 78 . كذلك كان الشيخ لايترك قراءة القرأن في بيته والأستماع الى القرأن بصوت من عاصروه فكان يعشق الشيخ محمد رفعت وكان متأثرا بصوته وكان يستمع الى كل من عاصروه من القراء مثل عبد الباسط والبنا والبهتيمي وكلهم اصدقاء للشيخ رحمه الله فكان لايترك الراديو باحثا عن أية محطه اذاعيه تذيع القرأن بصوت أحد المقرئين فكان يستمع لهم بدون أستثناء
مرضه ودنو أجله
في عام 1962ذهب الشيخ محمد لأداء فريضة الحج وأثناء تأديته الفريضه قرأ الشيخ في المسجد الحرام وابكى الحاضرين بلا أستثناء كما سمعت أنه قرأ سورة العلق في مهبط الوحي في غار حراء وما أدراك ماالعلق من المنشاوي والهدوء يصحبه الخشوع لكن الشيخ شعر بالأجهاد والتعب وكانت المؤشر الأول لمرضه . وحيث كانت تربية الشيخ تربيه ايمانيه تربى فيها على حب القرأن وعلى حب المساجد فقد حرص على بناء مسجد أسماه بأسم والده الشيخ صديق والذي أقتتحته الحكومه المصريه عام 1965 وقرأ الشيخ محمد في أفتتاحه من سورة التوبه ((أنما يعمر مساجد الله.....)) وذلك الى جانب مسجده بسوهاج وقد عينته وزارة الأوقاف المصريه مقرئا لمسجد الزمالك بحي الزمالك وظل قارئا فيه حتى توفاه الله وبني له مسجد بأسمه في حي عين شمس بالقاهره وأطلق أسمه على أحد شوارع الجيزه
وفي عام 1966م أصيب رحمه الله بدوالي المريء وعند زيارته للعراق عام 1967م كانت البدايه ان ينزف الدم من حلق الشيخ ويشعر بالأجهاد والتعب عندها قطع الشيخ الزياره وغادرالعراق وذهب للوطن ليبدأ العلاج وكان رحمه الله يعلم جيدا بخطورة المرض ودنو أجله وكان يشغل نفسه بقراءة القرآن وكان الشيخ المنشاوي رحمه الله قبل وفاته كان دائم الترديد لحديث رواه مسلم من حديث هريرة رضي الله عنه، ( أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة، عالمٌ وقارئٌ للقرآن، أُتي به )، أي بالعالم، ( أُتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: ما فما عملتُ؟ قال: تعلمتُ وعلمت، قال: كذبت، بل تعلمت ليقال عالم وقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في الناس )، عالم يُلقى في النار، وقارئٌ للقرآن ( أُتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت، قال: قرأتُ فيك القرآن، قال: كذبت، بل قرأت ليُقال قارئ وقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل آتاه الله من أصناف المال، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، فقال: فما عملت، قال: ما تركت سبيلا تحب أن يُنفق فيها لك إلا وأنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكنك أنفقت ليقال هو جواد وقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجلٌ استشهد ) سقط في الميدان شهيدًا فيما ينظر الناس، ( فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملتُ، قال: قاتلت فيك حتى قتلت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال شهيد وقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار ). فكان رحمه الله يدرك ذلك جيدا وكان يستعيذ بالله أن يكون من هؤلاء ويحكي لنا أبنه الكبير الحاج سعودي أن الشيخ محمد كان عنده بالمحل قبيل وفاته بشهر تقريباً وكان من عادته أن يعطي حذاءه لعامل الورنيش ليمسحه فلما رآه هذا العامل بالمحل أسرع إليه طالباً حذاءه ليمسحه كعادته لأن الشيخ يجزل له في العطاء إلا أن الشيخ محمد قال له: خذ هذه المرة حسابك من سعودي... فقال له عامل الورنيش ليه يا مولانا.. فقال: لن أدفع مرة أخرى وكانت تلك آخر مرة يحضر فيها إلى المحل وكأنه يعلم بدنو أجله .
وظل الشيخ يعاني من المرض أيامه الباقيه استطاع الأطباء أن يوقفوا هذا المرض بعض الشيء بالمسكنات ونصحوه بعدم[/font] الإجهاد وخاصة إجهاد الحنجرة إلا أنه كان يصر على الاستمرار في التلاوة[/font] وبصوت مرتفع حتى أنه في ايامه الأخيره الذي توفى فيها كان يقرأ القرآن بصوت جهوري الأمر الذي جعل الناس يجلسون بالمسجد الذي كان أسفل البيت ليستمعوا إلى القرآن بصوته دون علمه ولما اشتد عليه المرض نقل إلى مستشفى المعادي ولما علم الرئيس عبد الناصر بشدة مرضه أمر بسفره إلى لندن للعلاج[/font] على نفقة الدولة إلا أن المنية وافته قبل السفر وفاضت روحه الطاهره الى ربها في 20/6/1969م .
((يا أيتها النفس المطمئنه أرجعي الى ربك رايضية مرضيه فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي))
ولكن للأسف لم يأخذ نبأ وفاته قدرا من الأهميه في الأعلام الا أن دار الأذاعه في لندن أعلنت نبأ وفاته وتمت الجنازه في هدوء تام بعيد عن أعين الأعلام والصحافه - وكأني بالشيخ رحمه يوصي بذلك - فمنذ متى أحب الشهره رحمه الله وفي ذلك موقف نادر يوضح لنا كيف سار الأمر في هدوء تام وبسريه رهيبه يحكيه لنا الشيخ محمد احمد اسماعيل الحنش أكبر معلمى التجويد والقراءات فى الصعيد ويقول انه كان ولا زال يعمل فى السكه الحديد فى الورشه الفنيه مشرف هناك ويحكي ويقول كان زمان مفيش على السكه الحديد مكان العربيات اللى بتمر فى التقاطع بتاع السكه الحديد مفيش زى دلوقتى اماكن محطات الامر اختلف خالص .
[ المهم مره كان الغفير واقف وراى عربيه كبيره قوى ووجه السواق عليه مصيبه سوداء سأله الغفير بتاع السكه الحديد هو العربيه دى فيها ايه رد عليه السواق وقاله العربيه دى فيهاالشيخ محمد صديق المنشاوى وميت وكان فى صندوق صرخ الغفير وقاله اه ايه صرخ السواق بصوت واطى وقاله اسكت احنا عملنا كده علشان الدنيا متتقلبشى على بعضها يعنى بمعنى اوضح احنا صاعيدة والناس كلهم بيحبوا الشيخ ممكن لو عرفوا كده هيدفنوه فى مصر وتبقى مصيبهالامر محدش يعرفه الا قليل متفضحناش . ولا شك ان الأمر كان شديد الصعوبه على الأمه بأثرها أن تفقد مثل هذا الرجل العظيم ولكن انا اقولها اننا ما فقدناه ابدا بل هو حي في قلوبنا بأخلاصه وصدقه وحي في اسماعنا بصوته العظيم .
كان أستقبال والده الشيخ صديق المنشاوي لنبأ وفاته بالحمد لله ولم يتأثر على الأطلاق تأثر الخارجين عن الرضا بقضاء الله وقدره قائلا : نحن نعيش هذه الحقيقه كل يوم فكيف لا نرضى وانا لله وانا اليه راجعون
في الختام
قل من خمسين عاما عاشها شيخنا وقارئنا ومعلمنا الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله الذي أستطاع بأخلاصه وبصوته الخاشع الجميل أن يمتلك قلوب محبيه ومستمعيه قبل أن يمتلك الأذان ورغم هذا العمر القصير الا انه كان له الأثر الممتد حتى الأن وبعد وحتى ينادى عليه يوم القامه أقرأ ورتل وارتق جمعنا الله به في الجنه ويكون قارئنا ان شاء الله بصحبة النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحب الكرام اللهم امين.
نسأل الله العلي القدير أن يكون وفقنا في عملنا وأن يغفر لنا ماكان منا من خطأ أو نسيان كما نسأله سبحانه أن يتقبل منا العمل وان يجعله خالصا لوجهه الكريم وتقبلو تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يا قارئ القرأن يا حافظ الذكر أبشر بخير جنان في ساعة الحشر
_____________________________
رحمه الله
ردحذف